للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولا يخفى لطفُ موقع هذا الكلام وحسنُ انطباقه بمقتضى المقام، فإن في الأمر بالاتقاء ما يسبق إلى الأوهام من بقاءِ التَّبعة وشيءٍ من الآثام فيما صدرَ عنهم من الإقدام والالتزام.

* * *

(٧٠) - ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.

﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُم﴾ في ملكتكم (١) كأنَّ أيديكم قابضةٌ عليهم ﴿مِنَ الْأَسْرَى﴾ وقرئ: ﴿من الأُسارى﴾ (٢).

أُمرَ النَّبيُّ باستمالة (٣) الأُسارى الذين أخذ منهم الفداء؛ ترغيبًا لهم في الإسلام.

﴿إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا﴾ إخلاصًا في الإيمان وصدقًا في النيَّة.

﴿يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ﴾ من الفداء: إمَّا في الدُّنيا إخلافًا، وإمَّا في الآخرة إثابةً.

روي أنَّها نزلَتْ في العبَّاس ؛ كلَّفه رسولُ اللهِ أن يفديَ نفسه وابني أخويه عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث، فقال: يا محمَّد! تركتني أتكفَّف قريشًا ما بَقيْتُ، فقال: "أينَ الذَّهب الذي دفعْتَ إلى أمِّ الفضل وقت خروجك، وقلْتَ لها: إني لا أدري ما يصيبني في وجهي هذا، فإن حَدَث بي حدثٌ فهو لكِ ولعبد الله


(١) "في ملكتكم" من (م).
(٢) وهي قراءة ابن عامر. انظر: "التيسير" (ص: ١١٧).
(٣) في النسخ: "باستحالة"، والصواب المثبت.