للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ناسًا منهم من بني ضمرة وبني كنانة، فأمر الله تعالى المسلمين بنبذ العهد إلى النَّاكثين منهم.

* * *

(٢) - ﴿فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ﴾.

﴿فَسِيحُوا﴾ السَّيح: السَّير على مَهَلٍ، والجريُ على انبساط، ولا يخفى حسنُ موقعه هنا.

وفيه تلوين الخطاب من صورة الخبر إلى الأمر الظَّاهر، ونقلُه من مخاطَبٍ إلى آخر بلا فصلٍ بينهما بأداة النِّداء، وهذا جائز عند عدم الاشتباه (١)، كما في قوله تعالى: ﴿يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ﴾ [يوسف: ٢٩]، فلا حاجةَ إلى تقدير القول، ولا بُعْدَ في ترتُّبِ (٢) الثَّاني على الأوَّل كما في قول الحماسة:

لا تَقْبِرُونِي إِنّ قَبْرِي مُحَرَّمٌ … عَلَيْكُمْ ولكِنْ أَبْشِرِي أُمَّ عَامِرِ (٣)

وإنما زيد قوله: ﴿فِي الْأَرْضِ﴾ تعميمًا للإذن، وإلَّا فمعلومٌ أنَّ السَّيح لا يكون إلا في الأرض (٤).


(١) في هامش (ف): "قائله سعد الدين ذكره في تفسير قوله تعالى ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ من سورة البقرة".
(٢) في هامش (ف): "وما قيل عطف لام المخاطب على الأمر الآخر من غير تصريح بالنداء مما منعه النجاة لا ينبغي أن يلتفت إليه".
(٣) البيت للشنفرى الأزدي كما في "الحماسة" مع شرح التبريزي (ص: ١٨٨). وانظر: "الأغاني" (١٠/ ١٨٨)، و"محاضرات الأدباء" (٢/ ٥١٨).
(٤) في هامش (ف): "كان زيد في قوله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ﴾ ".