للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿أَنَّ اللَّهَ﴾؛ أي: بأنَّ الله، حُذِفَتِ الباء التي هي صلة الأذان تخفيفًا. وقرئ: (إنَّ اللهَ) بالكسر (١)، إجراءً للأذان مجرى القول.

﴿بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾: من أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، ويندرج فيها عهودهم اندراجًا أوَّليًّا.

﴿الْمُشْرِكِينَ﴾ عطف على المستكنِّ في ﴿بَرِيءٌ﴾ من غير تأكيدٍ للفصل، أو على محل (إنَّ) المكسورة واسمها (٢) بلا فصلٍ بأداته.

وقرئ بالنصب (٣)؛ عطفًا على اسم ﴿أَنَّ﴾، أو على أنَّ الواو بمعنى: مع.

ويجوز (٤) أن يكون مبتدأً محذوفَ الخبر؛ أي: ورسولُه كذلك.

﴿فَإِنْ تُبْتُمْ﴾ تفريعٌ على ما فُهِمَ ممَّا تقدَّم مِن كون المشركين وآثاره (٥) سببًا للبراءة المذكورة، وفي هذا التفريع غنًى عن ذكر متعلَّق التَّوبة.

﴿فَهُوَ﴾؛ أي: فالتَوب ﴿خَيْرٌ لَكُمْ﴾ في الدُّنيا والآخرة.


(١) نسبت للحسن وجماعة. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٥١).
(٢) قوله: "على محل إن واسمها" هذه عبارة الزمخشري، وعبارة الآلوسي: (على محل اسم إنَّ)، والمؤدى من العبارتين واحد كما أشار إليه الآلوسي بقوله: (ووقع في كلامهم: محل إنَّ مع اسمها، والأمر فيه هين). وقال الطيبي في شرح كلام الزمخشري: (لأن المكسورة لما لم تغير المعنى جاز أن تقدر كالعدم فيعطف على محل ما عملت فيه) وهذا بعينه كلام الآلوسي في تعليل العطف المذكور، وزاد عليه: (أي: على محلٍّ كان له قبل دخولها، فإنه كان إذ ذاك مبتدأ). انظر: "فتوح الغيب" (٧/ ١٧٢)، و"روح المعاني" (١٠/ ٢١٧).
(٣) انظر: "المحرر الوجيز" (٣/ ٧)، و"زاد المسير" (٣/ ٣٩٧)، و"البحر المحيط" (١١/ ١٨٥).
(٤) أي: على القراءة بالرفع.
(٥) كذا في النسخ، ولعل الصواب: "الشرك وآثاره".