للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ﴾، أي: أعرضتم عمَّا دُعيتم إليه ﴿فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ﴾ قد مَرَّ أنَّ إقحام (اعلموا) إلى (١) مثل هذا المقام للتَّهديد في الوعيد.

﴿غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ﴾ لا تَفوتونه طلبًا، ولا تتخلَّصون منه هربًا.

﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ الأمرُ بالبشارة عامٌّ لكلِّ مَنْ يقدِر عليها، وفيه تلوينُ الخطاب.

﴿بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ في الآخرة.

* * *

(٤) - ﴿إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾.

﴿إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ﴾ استدراك من قوله: ﴿بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ إلخ، بحسب المفهوم، كأنه قيل: لا تُمهلوا النَّاكثين للعهد غيرَ أربعة أشهر، لكن الذين عاهدتم ولم ينقضوا عهدهم فلا تجعلوهم في حكم النَّاكثين الذين لا رخصة في إمهالهم عن المدَّة المذكورة، ولا يضرُّه تخلُّل الفاصل؛ أعني قوله: ﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ﴾ إلخ؛ لأنَّه ليس بأجنبيٍّ بالكليَّة، لكونه أمرًا بالإعلام معنًى، كأنَّه قيل: واعلموا أنَّ الله بريءٌ منهم.

قيل: استثناء من ﴿فَسِيحُوا﴾. ومبناه على تقدير القول بين الفاء ومدخوله، وقد عرفْتَ أنَّه تكلُّفٌ مستغنًى عنه.

وقيل: استثناء من ﴿الْمُشْرِكِينَ﴾. ورُدَّ بأنَّه يلزم حينئذ تخلُّل الفاصل بالأجنبي مع منافاته لعموم المشركين في قوله (٢): ﴿أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.


(١) "إلى" سقط من (ك).
(٢) في (ف): "وفي قوله"، ومن قوله: "أن الله بريءٌ منهم، قيل: استثناء … " إلى هنا سقط من (ك).