للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المذكورةُ في قوله تعالى: ﴿فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ﴾ ومَن قال (١): التي أبيح للناكثين أن يسيحوا فيها؛ فكأنَّه غفل عن عموم الحكم لبني كنانة.

وقيل: هي رجبٌ وذو القَعدة وذو الحجة والمحرَّم، ويأباه ترتيب الكلام على ما تقدَّم بالفاء.

وأمَّا ردُّه بأنَّه مخالفٌ للإجماع لأنَّه يقتضي بقاء حرمة الأشهر الحرم إذ ليس فيما ينزل (٢) بعدُ ما ينسخها، فليس بتامٍّ؛ لأنَّ ناسخ الكتاب لا يلزم أن يكون من الكتاب، وعلى تقدير لزومه كما هو مذهب الشافعي يحتمل أن يكون ناسخه من الكتاب منسوخ التلاوة.

﴿فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ﴾ النَّاكثين عهدهم ﴿حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ﴾ في حلٍّ أو حرمٍ.

ولمَّا كان التَّعريف في الموضعين للعهد لم يكن لمسألة جواز قتال المشركين في الأشهر الحرم تعلُّق بهذا (٣) المقام، كما سبق إلى بعض الأوهام.

﴿وَخُذُوهُمْ﴾ الأخذ: الأسر، ومنه: الأَخيذ، للأسير (٤).

وليس أسرُهم للاسترقاق؛ لأنَّه لا يجوز في حقِّ المشرك (٥)، ولهذا أَمر بالحبس، والمراد منه: الإمهال في تخييرهم بين السَّيف والإسلام (٦).


(١) هو الزمخشري وتابعه البيضاوي. انظر: "الكشاف" (٢/ ٢٤٧)، و"تفسير البيضاوي" (٣/ ٧١).
(٢) "ينزل" من (م).
(٣) في (ف) و (م): "لهذا".
(٤) في (ك): "الأسير".
(٥) لعل الصواب تقييده بمشركي العرب كما فعل الآلوسي انظر: "روح المعاني" (١٠/ ٢٢٥).
(٦) في (م) زيادة: "هذا في حق الحاضر والذي في حق الغائب ما ذكر بقوله: ﴿وَاقْعُدُوا لَهُمْ﴾ … إلخ".