للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ﴾ تعليل لِمَا تقدَّم؛ أي: لأنَّ الله غفور يغفر لهم ما سلف ﴿رَحِيمٌ﴾ لا يكلِّفهم المشاقَّ.

ولا يخفى حسنُ انتظامه مع المساق؛ لتضمُّنه الإشارة إلى وجه الاكتفاء بالالتزام لِمَا أمر به.

* * *

(٦) - ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

﴿وَإِنْ أَحَدٌ﴾ فاعل فعلٍ مضمَرٍ يفسِّره ما بعدَه لوجود حرف الشرط، وإنما قال: ﴿أَحَدٌ﴾ لعدم الرخصة لإجارة الجماعة؛ لأنها مظنَّةُ الفساد، ولا يتوقَّف عليها تمام المصلحة.

﴿مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ لم يقل: (منهم) لعدم اختصاص الحكم بهم على ما يأتي بيانه.

﴿اسْتَجَارَكَ﴾: سألك أن تؤمِّنه وتكون جارًا له ليَسمع كلام الله تعالى، ويتبيَّن ما تدعو إليه.

﴿فَأَجِرْهُ﴾: فأجبْه إلى ذلك ﴿حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ﴾ تعالى خاصَّة، أي: يفهمَه ويتدبَّره، فيعلمَ أنه معجِزٌ من عند الله تعالى، وذلك يقتضي مهلةً، ولهذا قال: ﴿ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ﴾ يعني: إنْ لم يؤمن وطلب الرجوع إلى موضع أمنه.

والتعبير عن الفهم بالسمع لأنَّهم من أهل اللِّسان، فيفهمون المعنى كما يسمعون اللفظ.