للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أحقُّ بالاتِّباع أم الذي لا يهتدي بنفسِه إلا أن يهدِيَه الله تعالى؟ وهذا حال أشرفِ شركائهم كالملائكةِ، والمسيحِ وعزيرٍ .

وقيل: مَن لا يَهتدي (١) من الأوثانِ إلى مكانٍ (٢) فينتَقِلَ إليهِ ﴿إِلَّا أَنْ يُهْدَى﴾: إلا أن ينقِلَ (٣).

وقرئ: ﴿لَا يَهِدِّي﴾ بفتح الياءِ وكسرها وتشديد الدالِ (٤)، والأصلُ: يَهتَدِي؛ فأُدغِمَ.

وقرئ: (إلا أن يُهَدَّى) (٥) من هدَّاه للمبالغةِ، ومنهُ جاءَ: تَهَدَّى، بمطاوعَتِها (٦) كقولهم: قطَّعتُه فتقَطَّعَ.

﴿فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ بالباطلِ؛ إذ تزعمون أنهم أندادُ اللهِ تعالى.

* * *

(٣٦) - ﴿وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ﴾.


(١) في (م) و (ف): "يهدي".
(٢) "إلى مكان" من (م).
(٣) في النسخ: "ينتقل"، والمثبت من "الكشاف" (٢/ ٣٤٦).
(٤) كذا ذكر حركة الياء والدال، ولم يذكر حركة الهاء، فوجب التفصيل، فقد قرأ ابن كثير وورش وابن عامر بِفَتْح الياء والهاء وتَشديد الدَّال، وقالون وأبو عَمْرو كذلك إلا أنهما يخفيان حركة الهاء، والنَّصُّ عن قالون بالإسكان، وقال اليزيدي عن أبي عَمْرو: كانَ يُشمُّ الهاء شيئا من الفتح، وأبو بكر بكسر الياء والهاء، وحَفْص بفتح الياء وكسر الهاء، وحمزة والكسائِيّ بفتح الياء وإسكان الهاء وَتَخْفِيف الدَّال. انظر: "التيسير" (ص: ١٢٢).
(٥) انظر: "الكشاف" (٢/ ٣٤٦).
(٦) في (ك): "بمطاوعته".