للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عدَلَ عن قولِهِ: لتُبصروا فيهِ، مناسبًا لـ (تسكُنوا فيهِ) لدلالته (١) على أنه مع كويهِ ظرفًا للإبصارِ سببٌ له بخلافِ سائر الظروفِ.

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾: سماعَ اعتبارٍ وادِّكارٍ (٢).

(٦٨) - ﴿قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾.

﴿قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا﴾؛ أي: تبنَّاه ﴿سُبْحَانَهُ﴾: تنزيهٌ له تعالى عنِ التبنِّي، وتعجِيبٌ مِن كلماتِهم الحمقاء (٣).

﴿هُوَ الْغَنِيُّ﴾ علةٌ لتنزُّههِ عنهُ؛ فإنه مسبَّبٌ عن الحاجةِ.

﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ تقريرٌ لغِناه.

﴿إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا﴾ نفيٌ لمعارِض البرهانِ الذي أقامَهُ تحقيقًا لبطلانِ قولهِم، ومبالغةً في تجهيلِهم؛ أي: ما عندَكُم من حجةٍ بهذا القول (٤)، مع أن الحجةَ دالةٌ على خلافِه، والباءُ في ﴿بِهَذَا﴾ متعلقٌ بـ ﴿سُلْطَانٍ﴾، أو بقولِه: ﴿إِنْ عِنْدَكُمْ﴾ بمعنى الظرفيةِ؛ أي: ما عندَكُم في القول حجةٌ؛ كقولكَ: ما عندَكُم بأرضِكم موزٌ.

﴿أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾: لما نفَى البرهان عنهُم جعلَهم جاهلينَ،


(١) في (ف): "للدلالة".
(٢) في (ف): "وإذكار".
(٣) في (ك): "كلمتهم الحمقى".
(٤) "القول" سقط من (ك).