للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ﴾؛ أي: يكذِبون فيما ينسبون إلى اللهِ تعالى، أو يحزِرون ويقدِّرون أنها شركاءُ تقديرًا باطلًا.

(٦٧) - ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾.

﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا﴾: تنبيهٌ على أنه تعالى هو المنفرِدُ بكمالِ قدرتِهِ وعظيمِ نعمتِهِ التي لا يمكِنُهم أن يعيشوا بدُونها؛ ليدُلَّهم على أنه المتوحِّدُ باستحقاق العبادةِ فيخصُّوهُ بها، و ﴿جَعَلَ﴾ متعدٍّ إلى مفعول واحد بمعنى: خلق، و ﴿مُبْصِرًا﴾ حال، ويجوزُ أن يكونَ متعدِّيًا إلى مفعولين، والثاني ﴿لَكُمُ﴾ أو ﴿لِتَسْكُنُوا﴾؛ أي: جعلَهُ محلًّا لسكونكِم، وقيلَ: مظلِمًا، ﴿وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا﴾ (١) عطفٌ على المفعولَينِ.

ذكَرَ علَّةَ خلق الليل لتسكُنوا فيه وتسترِيحوا من تعب التردُّدِ في طلب المعاش، وما يكدَحون منه في النهارِ، وحذَفها من النهار، وذكَرَ وصفَ النهارِ وحذفَهُ من الليلٌّ، وكلٌّ من المحذوفَين يدلُّ عليه المذكورُ في مقابِله، والتقديرُ: جعلَ لكم الليلَ مظلمًا لتسكُنوا فيهِ والنهارَ مُبصرًا لتتحركوا (٢) فيه في مكاسبِكم، وتهتَدُوا إلى مآربكم.

وإسنادُ الإبصار إلى النهارِ مجازيٌّ على طريقَةِ: ليلُهُ قائمٌ ونهارُه صائمٌ، وإنما


= يتَّبع هؤلاء المشركون إلا الظنَّ ولا يتبعون ما يتبعه الملائكةُ والنبيون من الحق).
(١) في (ف): "مستبصرًا".
(٢) في (ف) و (م): "لتحركوا".