للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٩٢) - ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ﴾.

﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ﴾ نبعدُك مما وقعَ فيه قومُكَ من قعر البحرِ ونجعلُك ناجيًا، أو: نلقيكَ على نجوةٍ من الأرضِ ليراك بنو إسرائيلَ.

﴿بِبَدَنِكَ﴾ في موقعِ الحال؛ أي: بدرعِكَ، وكانت له درعٌ من ذهبٍ يعرَفُ بها.

وقرئ: (بأبدانك) (١)؛ أي: بدروعكَ، كأنه كانَ مُظاهِرًا بينها.

وخروجُه من الماءِ أو ظهورُه على وجهِه مع ما عليهِ من جسمٍ ثقيلٍ آيةٌ أُخرى.

وقيلَ: أي: ببدنك عاريًا عن الروح، أو كاملًا سويًّا، أو عريانًا من غير لباسٍ. يأباه الباءُ؛ لأنها تقتضي وجود شيء آخرَ غير البدن، ولم ينجُ غير جسدِه، على أنه فرْقٌ بين البدن والجسدِ؛ فإن الأطرافَ خارجٌ عن الأولِ داخلٌ في الثاني؛ فحق المقام حينئذٍ أن يُذكرَ الجسد بدل البدنِ.

﴿لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً﴾: لمن بقي بعدَك من السِّبْطي والقِبْطي علامةً؛ إذ كان في نفوسهِم من عظمته ما خَيَّلَ إليهم أنه لا يموتُ، حتى رويَ أن بني إسرائيل لم يصدِّقوا موسى في إخباره بغرقِهِ حتى عاينوه مطروحًا على ممرِّهم من الساحلِ.

أو: لمن يأتي بعدَكَ من القرونِ إذا سمعوا [مآلَ أمرِكَ] ممن شاهدكَ عبرةً (٢)


(١) تنسب لأبي حنيفة، انظر: "الكشاف" (٢/ ٣٦٩)، و"البحر المحيط" (١٢/ ١٦٧).
(٢) تحرفت في النسخ إلى: "غيره"، والتصويب من، "تفسير البيضاوي" (٣/ ١٢٣)، وما بين معكوفتين منه.