للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً﴾: نعمةً من صحةٍ وأمنٍ، وخصبٍ وجِدةٍ، بحيثُ يجِدُ ذوقها ولذَّتها.

﴿ثُمَّ نَزَعْنَاهَا﴾: سلبناها ﴿مِنْهُ﴾ وفي عبارة النزعِ إشارةٌ إلى ما في السلبِ المذكور من شدة الألمِ.

﴿إِنَّهُ لَيَئُوسٌ﴾: شديد الياسِ من عَودِ مثلِها إليه، قاطعٌ رجاءَه من فضلِ الله تعالى وسعةِ رحمتِه، غيرُ صابرٍ ولا مسترجِعٍ، ولا مسلِّمٍ لقضائه.

﴿كَفُورٌ﴾: عظيمُ الكفرانِ بما سلفَ له من (١) النعمةِ.

* * *

(١٠) - ﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ﴾.

﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ﴾: كصحةٍ بعد سَقَمٍ، وغنًى بعد عَدَمٍ، وفي ذكر الإذاقةِ مع النعماءِ والمسِّ بعد الضراءِ إشارةٌ إلى أن النعمةَ أدومُ حتى يجد الإنسانُ ذوقَها ويتلذَّذُ بها، بخلاف الضرِّ، فإن المسَّ مبدأُ الوصول، ففيهِ دلالةٌ على قلةِ صبرِهم كأنهم بمجرَّدِ أثره جزعوا وكفروا النعمةَ الطويلة الزمانِ.

﴿لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي﴾؛ أي: البلياتُ التي ساءتني.

﴿إِنَّهُ لَفَرِحٌ﴾: أشرٌ بطرٌ ﴿فَخُورٌ﴾ على الناسِ بما أذاقَه اللهُ تعالى من نعمائه، قد شغَلَه الفخرُ والفرح عن الشكر.

* * *


(١) في (ك): "من كفران".