للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وتوحيدُ المثل لأنَّ المرادَ المماثلةُ من جهةِ البلاغةِ، ولا اختلافَ بين السورِ فيها، فما هو مِثْل لإحداها (١) مِثْلٌ لسائرها، ففيهِ تنبيهٌ على أن المرادَ المماثلةُ في حسنِ البيان لا في بدائعِ المعاني.

﴿مُفْتَرَيَاتٍ﴾: من بابِ (٢) المساهلةِ، وإرخاء العنانِ، لمَّا قالوا: افتراهُ من عندِه، أُمِرَ بأن يعاودهم (٣) على دعواهم ويقولَ: هَبُوا أني افتريتُه، فأتوا أنتم بكلامٍ مثله في حُسن النظمِ والبيانِ مفترً ى من عندِكم، فإنكم فصحاءُ مثلي.

﴿وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ إلى المعاونةِ على المعارضةِ ﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ في أنه مُفترًى.

* * *

(١٤) - ﴿فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾.

﴿فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ﴾، أي: لك وللمؤمنين بإتيانِ مثلِه، فإنهم أيضًا كانوا يتحدَّونهم، وكان أمرُ الرسولِ مُتناولًا لهم من حيثُ إنه يجبُ عليهم اتباعُه في كل أمرٍ إلا ما خصَّهُ الدليلُ، وللتنبيهِ على أن التحدي مما يوجِبُ رسوخَ إيمانهم وقوةَ تيقُّنِهم فلا يغفلون عنهُ، ولذلك رتَّبَ عليه الأمرَ الآتي ذكرُ.

ويجوزُ أن يكون الجمعُ في الخطاب لتعظيمِ الرسولِ .

ويجوزُ أن يكون الخطابُ للمشركينَ، والضميرُ في (لم يستجيبوا) لـ ﴿مَنْ﴾


(١) في (ك): "لأحد منها".
(٢) في (ك): "على" بدل: "من باب".
(٣) في (ك) و (م): "يغادرهم".