للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿إِمَامًا﴾: كتابًا يؤمُّ بهِ في الدين قدوةً (١) منه.

﴿وَرَحْمَةً﴾: تامَّةً عظيمةً على المنزَلِ إليهم؛ لأنَّه الوصلةُ إلى الفوزِ بخير الدارَين.

﴿أُولَئِكَ﴾: إشارةٌ إلى مَن كان على بيِّنةٍ ﴿يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾؛ أي: بالقرآنِ.

﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ﴾ من أصنافِ الكُفَّارِ مشركاً كان أو كتابيًّا ﴿فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ﴾ يَرِدُها لا محالةَ؛ لأنهُ تعالى لا يُخلِفُ وعدَه.

﴿فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ﴾: من القرآنِ، وقيلَ: من الوعدِ، وقولُه: ﴿إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ﴾ ظاهرٌ في الأولِ، وقرئ: (مُريَةٍ) بضم الميم وهما لغتان (٢)، وقد مر في أولِ سورةِ البقرة الفرقُ بينها وبينَ الريب والشكِّ.

﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ بكونِه من عند اللهِ تعالى؛ لقلةِ نظرِهم، وقصورِ تدبيرِهم.

* * *

(١٨) - ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾.

﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾ بأن أسندَ إليهِ ما لم يُنزِل (٣)، أو نفى عنهُ ما أنزَلَ، وقد مرَّ ما يتعلقُ به في تفسيرِ سورة الأنعامِ.


(١) في (ك): "عدوه".
(٢) نسبت لأبي رجاء وأبي الخطاب السدوسي والحسن وغيرهم، وهي لغة أسد وتميم، والكسر لغة أهل الحجاز. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٥٩)، و"البحر" (١٢/ ٢٢٦).
(٣) في (ك): "ينزله".