للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهو (١) بمعنى الأخسِّ؛ فإنه بالغلبةِ صار كالاسمِ؛ كالأكبرِ، والأَرْذُل: جمعُ رَذْلٍ.

﴿بَادِيَ الرَّأْيِ﴾: قرئ بالهمزةِ من بدأ يبدأ بَدْءًا: إذا ابتدأ؛ أي: أولَ الرأيِ، وبغير الهمز (٢) من بدا يبدو: إذا ظهر؛ أي: ظاهرَ الرأي.

نصبٌ على الظرفِ، والعاملُ: ﴿اتَّبَعَكَ﴾؛ أي: اتَّبعوك وقت حدوثِ أولِ رأيهِم، أو وقتَ حدوث ظاهرِ رأيهم، فحُذِفَ المضافُ وأُقيمَ المضاف إليه مُقامهُ.

وإنما استرذلوهم لذلك أو لفقرِهم؛ فإنهم لمَّا لم يعلموا إلا ظاهرًا من الحياة الدنيا كان الأحظُّ بها أشرفَ، والمحرومُ منها (٣) أرذلَ.

﴿وَمَا نَرَى لَكُمْ﴾؛ أي: لك ولمتَّبِعيك، فغلَّب المخاطب على الغائبينَ.

﴿عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ﴾ التنكيرُ للتقليلِ، فهذا القولُ منهم تسجيلٌ بأن دعوى النبوة باطلةٌ لإدخالِه والأرذلَ (٤) في سلكٍ على أسلوبٍ يدلُّ على أنهم أنقصُ البشرِ فضلًا عن الارتقاء (٥) إلى درجةِ التفضيلِ.

﴿بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ﴾: إياكَ في دعوى النبوةِ، وإياهم في دعوى العلمِ بصدقكَ، وكأنهم أظهروا الاحترازَ عن الجُزاف (٦)، والاقتصارَ على قَدْرِ


= ويحتمل أن يكون بضمها فيكون جمعًا مفرده: رَذْلٌ، فيكون مثل: كَلْب وأَكلُب وأَكالب. انظر: "تفسير القرطبي" (١١/ ٩٨).
(١) "وهو"سقط من (ك).
(٢) قرأ أبو عمرو بالهمز وباقي السبعة بغير همز. انظر: "التيسير" (ص: ١٢٧).
(٣) في (ف): "فيها".
(٤) في (ك) و (م): "الأرذل" دون واو.
(٥) في (ف) و (ك): "الإيقاع".
(٦) في (ف) و (ك): "الحراز"، وفي (م): "الخراف"، والصواب المثبت. انظر: "تفسير أبي السعود" (٤/ ٢٠١)، ولفظه: (واقتصارُهم على الظنّ احترازٌ منهم عن نسبتهم إلى المجازفة).