للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إليهِ، زيادةُ تأكيدٍ في المبالغةِ، فإن الميل إلى أحدُ طرفي الإفراطِ والتفريطِ ظلمٌ في نفسِه سواءٌ كان على نفسِ الظالم أو غيره.

﴿وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ﴾: من أنصارٍ يمنعونَكُم مِن عذابهِ، حالٌ من قولِه: ﴿فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ﴾، وإنما أتى بصيغَةِ الجمعِ لمكان ﴿لَكُمْ﴾ وإلا فنفيُ المفرَدِ أبلغُ.

﴿ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾ هو أيضًا إذا سبقَ حكمُهُ بتعذيبِكُم فلا يبقى عليكُم، ومعنى ﴿ثُمَّ﴾ استبعادُ نصرَتِه لهم بعدَ الحُكمِ باستيجابِهم العذابَ.

* * *

(١١٤) - ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾.

﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ﴾: غدوةً وعشيةً، وانتصابُه على الظرفيةِ لإضافتِه إلى الوقتِ.

﴿وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾: وساعاتٍ منه قريبةٍ من النهارِ، فإنه مِن أزلفَه إذا قرَّبهُ، وهو جمع زلفةٍ، عطفٌ على طرفي النهارِ، وإن فسر بـ: قُرَب (١)، فالوجهُ أن يعطفَ على ﴿الصَّلَاةَ﴾ (٢)؛ أي: وأقم صلواتٍ تتقرَّبُ بها إلى اللهِ تعالى في بعض الليلِ، وصلاةُ الغدوة: الفجرُ، وصلاة العشية: الظهرُ والعصرُ؛ لأن ما بعد الزوالِ عشيٌّ، وصلاة الزُّلَفِ: المغربُ والعشاءُ.


(١) في النسخ: "بقربى"، والصواب المثبت. انظر: "الكشاف" (٢/ ٤٣٥)، وفيه: ﴿وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾: وقُرَبًا من الليل … ). وضبطها من نسخة خطية ضبطها جيد لـ "الكشاف".
(٢) أي: أقم الصلاة طرفي النهار وأقم زلفًا من الليل. انظر المصدر السابق.