للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿عَرَبِيًّا﴾؛ أي: كسوناه للقَرَأة (١) كسوةَ العربية، وهو كالتعليل لكونه مبنيًّا على المعنى الأول.

﴿لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾: إرادةَ أن تفهموا حقائق معانيه ودقائقَ مبانيه، وما في عبارته من الأسرار والإشارات؛ إذ هي لغتكم كما أَنزل التوراةَ على أهلها بلغة العبريِّ، والإنجيل بلغة السُّريانيِّ لذلك.

وفيه إشارة إلى أن حقيقة كلام الله تعالى منزَّهة في كلاميتها عن كسوة الحروف واللغات، ولكنَّ الخلق محتاجون في تعقُّل معانيها إليه.

* * *

(٣) - ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾.

﴿نَحْنُ﴾ زيادةُ تأكيد لـ (إنَّ).

﴿نَقُصُّ﴾ دالٌّ على معنى الجمع.

﴿عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾؛ أي: قَصَصًا أحسنَ القَصَص، وهو مصدر بمعنى الاقتصاص، ويجوز أن يراد به المفعول (٢)، أو مفعول لـ ﴿نَقُصُّ﴾.

وهو في الأصل: تتبُّع الشيء، ومنه: ﴿وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ﴾ [القصص: ١١]؛ أي: تتَبَّعي أثره، والقاصُّ يتتبَّع الآثار فيُخبر بها.


(١) في (م): "القراءة".
(٢) أي: مصدر بمعنى المفعول كالسَّلَب بمعنى المسلوب، والتقدير: نحن نقص عليك أحسن ما يقص من الأحاديث. انظر: "الكشاف" (٢/ ٤٤١)، و"تفسير البيضاوي" (٣/ ١٥٤).