للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١١١) - ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾.

﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ﴾: في قصص الأنبياء وأممهم، أو في قصة يوسف وإخوته.

﴿عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ لذوي العقول المبرَّأة عن شوائب (١) الإلف والركونِ إلى الحس.

﴿مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى﴾ الضميران للقرآن؛ لقوله:

﴿وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ من الكتب الإلهية، وانتصب ﴿تَصْدِيقَ﴾ على أنه خبر (كان) المحذوفة، وإنما جعله نفسَ التصديق مبالغةً في كونه مصدِّقًا لِمَا بين يديه.

﴿وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ﴾ عبارةُ ﴿كُلِّ﴾ للتكثير والتفخيم لا للإحاطة والتعميم؛ كما في قو له تعالى: ﴿وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [النمل: ٢٣]، وقوله: ﴿فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [الأنعام: ٤٤]، ومن لم يتنبه لهذا احتاج إلى تخصيص الشيء بالذي يتعلَّق بالدِّين، ثم تكلَّف في بيانه فقال: إذ ما من أمر دينى إلا وله سندٌ من القرآن بوسطٍ أو بغير وسطٍ، ولم يدر أن عبارة التفصيل لا تتحمَّل هذا التأويل.

﴿وَهُدًى﴾ من الضلال ﴿وَرَحْمَةً﴾ يُنال بها خير الدارين.


(١) في (ف): "تشويب".