للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٧) - ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾.

﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ﴾ لعنادهم وعدم اعتدادهم بالآيات المنزلة على رسول اللّه ، ومكابرتهم (١) مقترحِين مثل آيات موسى وعيسى .

﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ﴾: مرسَل للإنذار والتخويف من سوء العاقبة كغيرك من الرسل، لا للإتيان بما اقتَرحوا عليك، وما عليك (٢) إلا إتيانُ ما تصحُّ به نبوتك من الآيات، والآياتُ كلها سواءٌ في ذلك.

﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾: نبيٌّ مخصوص بمعجزاتٍ من جنس ما هو الغالبُ عليهم، يهديهم إلى الحق بوجهٍ من الهداية التي تخصُّهم، أو: قادرٌ على هدايتهم وهو الله تعالى؛ أي: ما عليك إلا الإنذار، فلا يهمَّنَّك (٣) عنادُهم وإنكارهم للآيات المنزلة عليك، فليس إليك هدايتُهم، ولست بقادر عليها، إنما القادر على ذلك هو الله تعالى، لكنه لا يهدي إلا مَن يشاء من عباده بما يشاء من آياته.

ثم عقَّبه بما دل على كمال علمه وتقديره للأشياء على مقتضَى حكمته؛ تنبيهًا على أنه عالم بأحوال الأنبياء والأممِ، قادر على إنزال مقترحاتهم، ولكنَّ الأمر مقدَّر عنده على ما يجب أن يكون عليه من حكمته من تخصيص كلِّ نبي بما خُص به من الآيات.

وأما ما قيل: أو عالم بهم قادرٌ على هدايتهم لكنه لم يهدهم لسبق قضائه عليهم بالكفر، فمرجعُه إلى تصحيح مبنى مذهب الجبرية.


(١) في (م): "ومكارتهم".
(٢) "وما عليك" من (م).
(٣) في (م) و (ك): "يهمك".