للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٦) - ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾.

﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ﴾؛ أي: اذكروا نعمته وقت إنجائه إيَّاكم، ويجوز أن ينتصب بـ ﴿عَلَيْكُمْ﴾ إنْ جُعلت مستقرة غيرَ صلة للنِّعمة، وذلك إذا أريد بها العطيَّة دون الإنعام، ويجوز أن يكون بدلًا من ﴿نِعْمَةَ﴾ بدل الاشتمال.

﴿يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ﴾ أحوال من ﴿آلِ فِرْعَوْنَ﴾، أو من ضمير المخاطبين، وعطفُ قوله: ﴿يُذَبِّحُونَ﴾ (١) على ﴿يَسُومُونَكُمْ﴾ (٢) يفيد فائدةً زائدةً على جعله تفسيرًا له كما سبق (٣) في سورة البقرة، وهو أنَّ العذاب جنس يتناول التَّذبيح (٤) والاستحياء والاستعمالَ بالأعمال الشَّاقة، فجعل التَّذبيح كأنه جنس آخرُ برأسه أوفى على جنس العذاب، وزاد عليه بزيادةٍ ظاهرة.

﴿وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ﴾: ابتلاء ﴿مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾ وإنما كان فعل آل فرعون بلاءً من ربهم؛ لأن الله تعالى ابتلاهم بتمكينهم وإقرارهم عليهم وإمهالهم فيه.

ويجوز أن تكون الإشارة إلى الإنجاء؛ لأنَّ البلاء كما يكون بالنِّعمة يكون


(١) في (م) و (ك): "ويذبحون".
(٢) في النسخ: "ويسومونكم".
(٣) "سبق" من (م).
(٤) في (م) زيادة: "والاستقياد".