للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ﴾ غَمطْتُم (١) ما أنعمْتُ به عليكم. قد صرح الوعد على الشكر بقوله: ﴿لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾، وعرَّض بالوعيد على الكفران حيث قال:

﴿إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾؛ أي: عسى عذابي أن ينالكم بالكفران، ومِن عادة مَن هو أكرم الأكرمين التَّصريحُ بالوعد والتَّعريضُ بالوعيد.

* * *

(٨) - ﴿وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾.

﴿وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ﴾ يا بني إسرائيل ﴿وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا﴾ عن شكركم وشكرِ كلِّ شاكر، وما ضررتم بكفرانكم إلا أنفسَكم حيثما حرَمتموها مزيد الإنعام، وعرَّضتُموها للعذاب الشديد.

﴿حَمِيدٌ﴾: مستوجِبٌ للحمد في ذاته، محمودٌ يحمده مَنْ في السماوات من الملائكة، بل كلُّ ذرةٍ من ذرَّات المخلوقات النَّاطقة بنعمه (٢) وحمده.

* * *

(٩) - ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ﴾.

﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ﴾ من جملة كلام موسى ، أو ابتداءُ كلام من الله تعالى، والهمزة في ﴿أَلَمْ﴾ (٣) للتَّقرير والتَّوبيخ.


(١) في (ف) و (ك): "عظم".
(٢) في (ف): "بنعمته".
(٣) "والهمزة في ألم" من (م).