للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لعدم ابتنائها على اعتقادٍ صحيحٍ من المعرفة والتَّوحيد والإيمان بالله تعالى وبرسوله وباليوم الآخر - برمادٍ يَسفيه (١) الرِّيح العاصف.

﴿لَا يَقْدِرُونَ﴾ يوم القيامة ﴿مِمَّا كَسَبُوا﴾ بأعمالهم.

﴿عَلَى شَيْءٍ﴾ التَّنكير للتَّقليل، والتعبير بالشَّيء للتَّحقير؛ أي: لا يترتَّب عليه أثر من الثَّواب وتخفيف العذاب؛ لحبوطه، وهو فذلكةُ التَّمثيل.

﴿ذَلِكَ﴾ إشارة إلى ضلالهم، وهو ابتناءُ أعمالهم على الشَّرك والتَّفاخر والرِّياء.

﴿هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ﴾ عن طريق الحقِّ والصَّوابِ، أو عن الثَّواب والخلاص عن العقاب.

* * *

(١٩) - ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ﴾.

﴿أَلَمْ تَرَ﴾ خطاب لكلِّ واحدٍ من الكفرة على التلوين لقوله تعالى: ﴿إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ﴾، أو لكلِّ مخاطب على العموم، وفيه تعجيب.

﴿أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ﴾: بالحكمة، وما يجب ويحقُّ أن يكون الأمرُ عليه.

﴿إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ﴾؛ أي: مَنْ هو قادر على خلق السَّماوات والأرض، فهو قادر على أن يُعْدمكم ويخلقَ مكانكم خلقًا آخر، ولم يتوقف إلَّا


(١) في (ف): "يسفها"، وفي (م): "نسفها".