للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

خافيةٌ وقتًا مّا، وإنما أُبرز يَبرزون في صيغة ﴿وَبَرَزُوا﴾، لتحقق وقوعه، كأَنّه قد وقع وأُخبر عنه.

﴿فَقَالَ الضُّعَفَاءُ﴾: الأتباع (١) والعوامُّ، جمع ضعيف.

قيل: يريد به ضِعاف الرأي. ولا دلالة عليه في الكلام، ولا هو مما يقتضيه المقام.

وإنما كتبت بالواو على لفظِ مَن يفخِّم الألف قبل الهمزة فيُميلها إلى الواو.

﴿لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا﴾: لرؤسائهم الذين استتبعُوهم (٢) واستغَوْوهم.

﴿إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا﴾ في تكذيب الرُّسل، والإعراضِ عن نصائِحهم، وهو جمع تابعٍ، كخدم وخادم، أو مصدرٌ نُعت به للمبالغة، وإضمارُ المضاف في مثل هذا لا يناسب البلاغة.

والظاهر أن هذه المحاورة كمحاورة آل فرعون المذكورة في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا﴾ إلخ [غافر: ٤٧]، في النار لا في المحشر، فترتُّب قوله: ﴿فَقَالَ﴾ على المحذوف، لا على المذكور.

﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا﴾ استفهام معناه توبيخهم إيَّاهم وتقريعُهم، وقد علموا أنهم لن يغنوا شيئًا.

﴿مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ﴾ ﴿مِنْ﴾ الأولى للبيان واقعة موقع الحال، والثانية للتبعيض واقعة موقع المفعول به؛ أي: بعضَ شيء هو عذاب الله؛ أي: كائنًا عذاب الله (٣).


(١) في (ف) و (م): "والأتباع".
(٢) تحرفت في (ف) إلى: "استعتبوهم".
(٣) "أي كائنًا عذاب الله" من (م).