للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يشارَك فيه، قهَّارٍ لا يُعازُّ (١) ولا يُغالب، فلا مُستغاث لأحد ولا مُستجار، كان الأمر في غاية الصُّعوبة.

* * *

(٤٩) - ﴿وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ﴾.

﴿وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ﴾ بعضهم مع بعضٍ؛ لاشتراكهم في العقائد والأعمال، كقوله: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ [التكوير: ٧]، أو مع الشَّياطين الذين حملوهم على الإجرام، أو قُرنت أيديهم وأرجلُهم إلى رقابهم بالأغلال، ويجوز أن يكون تمثيلًا لمؤاخَذتهم بما اقترفَتْه أيديهم وأرجلُهم، فكأن أيديهم غُلَّتْ إلى أرجلهم.

﴿فِي الْأَصْفَادِ﴾ متعلق بـ ﴿مُقَرَّنِينَ﴾، أو حال من ضميره.

قال الرَّاغب: الصَّفَدُ والصِّفادُ: الغلُّ، وجمعه أصفادٌ (٢).

وفي "الصحاح": الصِّفاد: ما يُصْفَدُ به من قيدٍ وقِدٍّ وغُلٍّ (٣)، أي: يُوثق. وقول الشاعر:

وَزَيْدُ الخَيْلِ (٤) قَدْ لاقَى صِفَادًا … يَعَضُّ بِسَاعِدٍ وَبِعَظْمِ سَاقِ (٥)

ظاهر في أن صِفادًا واحدًا يجمعهما، فكأنه نوع من الغُل يُجمَع فيه الرِّجل واليد، ويشدَّان (٦) على العنق.


(١) في (م): "لا يعان"، والمثبت موافق لما في "الكشاف" (٢/ ٥٦٧).
(٢) انظر: "المفردات في غريب القرآن" للأصفهاني (مادة: صفد).
(٣) انظر: "الصحاح" (مادة: صفد).
(٤) "وزيد الخيل" سقط من (ف) و (م).
(٥) البيت لسلامة بن جندل. انظر: "المحرر الوجيز" (٣/ ٣٤٨)، و"الكشاف" (٢/ ٥٦٧).
(٦) في (ف) و (ك): "ويشد".