للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَيَتَمَتَّعُوا﴾ وتقديمُه عليه؛ للتَّنبيه على أنَّ حظَّهم من الحياة الدُّنيا حظُّ البهائم؛ يأكلون ويشربون.

والاقتصار على ﴿يَأْكُلُوا﴾ لأنَّ الأكلَ يستتبع الشُرب عادة، فذكرُه يغني عن ذِكره.

﴿وَيَتَمَتَّعُوا﴾ بدنياهم، وينهمكوا في شهواتهم.

﴿وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ﴾: وَيشغلهم توقُّعهم لطول الأعمار، وجريانُ أمورهم وأحوالهم على وفق هواهم عن الاستعداد للمعاد.

﴿فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ وَخامَةَ (١) عاقبتهم وسوءَ صنيعهم إذا عاينوا جزاءَهم.

فيه تهديدٌ ووعيدٌ وتحذيرٌ عن إيثار التَّنعيم وطول الأمل، وإلزامُ الحجَّة؛ لأنَّ الأمر بالضِّدِّ لا يكون إلَّا عند تكرُّر (٢) الإنذار وثبوت الجحود، وكذلك ما رُتِّبَ عليه، وإقناطٌ للرَّسول عن إيمانهم، وإيذان بأنهم من أهل الخذلان لا يقبلون النُّصح ولا يجدي فيهم الإنذار.

* * *

(٤) - ﴿وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ﴾.

﴿وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ﴾ إهلاكُها كنايةٌ عن إخلائها عن أهلها بإفنائهم، وهو أبلغ من المجاز في القرية، وأما تقدير المضاف فلا حاجة إليه، بل لا وجهَ له عند أرباب البلاغة.


(١) في (ف) و (ك): "خاتمة".
(٢) في (م): "تكرار".