للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقرئ: ﴿يُنْزِلُ من أَنزل (١)، و: (تَنَزَّلُ) بمعنى: تتنزل (٢)، و: (تُنَزَّلُ) على المضارع المبني للمفعول (٣)، من التَّنزيل.

﴿مِنْ أَمْرِهِ﴾: بأمره، أو: من أجْل أمره ﴿عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾ أنْ يتَّخذه رسولًا ﴿أَنْ أَنْذِرُوا﴾: بأنْ أنذروا.

والإنذارُ: الإعلام، ويختصُّ بما فيه تخويفٌ، ولتلك الخصوصية مناسبةٌ للمقام من حيث إن المشرك دائرٌ أمرُه بين الإسلام والسَّيف، فإبلاغ أمرِ التَّوحيد إعلامٌ يتضمَّن التَّخويف بالقتل.

ويجوز ﴿أَن﴾ تكون أنْ مفسِّرة؛ لأنَّ في الوحي معنى القول، أو مصدريةً في موضع الجرِّ بدلًا من ﴿بِالرُّوحِ﴾، أو مخفَّفةً من الثَّقيلة.

﴿أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا﴾، أي: الشأنَ لا إله إلا أنا، أو: خوِّفوا أهل الشِّرك بأنَّه لا إله إلا أنا.

﴿فَاتَّقُونِ﴾ رجوعٌ إلى مخاطبتهم بما هو المقصود.

والآيةُ تدلُّ على أنَّ الوحيَ بواسطة الملَك، وأنَّ حاصله التَّنبيه على التَّوحيد الذي هو مُبْتَغى كمالِ القوَّة العلميَّة، والأمرِ بالتَّقوى الذي هو أقصى كمالات القوَّة العمليَّة، وأنَّ النُّبوَّة عطائيَّة، والتي بعدها دليلُ وحدانيته، من حيث إنَّها تدلُّ على أنَّه تعالى هو الموجِد لأصول العالم وفروعه على وفق الحكمة والمصلحة، ولو كان له شريكٌ لقدر (٤) على ذلك، فيلزم التَّمانع.


(١) قرأ بها ابن كثير وأبو عمرو. انظر: "التيسير" (ص: ٧٥).
(٢) نسبت للحسن وسلام. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٧٢).
(٣) انظر: "المحرر الوجيز" (٣/ ٣٧٨)، و"البحر المحيط" (١٣/ ١٠٠).
(٤) في (ف) و (ك): "لدل".