للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

- والظَّاهر فيه العطف بالواو - للدِّلالة على أنَّ مجيءَ وعدِ الآخرة لم يتراخَ عن كثرتهم وثروتهم، وذلك أنَّهم كلَّما ازدادوا عددًا وعُدَّة ازدادوا عدوانًا وطغيانًا، إلى أن تكاملَتْ أسبابُ العزَّة، ففاجأهم الله تعالى على العزَّة.

﴿لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ﴾ بياء الغائبة على الجمع (١)؛ أي: ليسوءَ هؤلاء وجوهكم، وإنَّما عدَّى المساءَة إلى الوجوه وإن كانت عليهم لأنَّ آثار الأعراض النَّفسانية ظهورها (٢) في الوجه.

وقرئ بياء الغائبة على الواحد (٣)، والضَّمير للقائهم للقراءة السابق (٤) ذكرها، أو لله تعالى للقراءة بالنُّون وفتح الواو (٥).

﴿وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ﴾: بيت المقدس، ويخرِّبوه ﴿كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ وخرَّبوه.

﴿وَلِيُتَبِّرُوا﴾؛ أي: ليدمِّروا (٦) ﴿مَا عَلَوْا﴾: ما غلبوه واستولَوا عليه، أو: مُدَّةَ علوِّهم.

﴿تَتْبِيرًا﴾: تفتيتًا. ومنه: التِّبرُ، لفُتاتِ الذَّهبِ.

* * *


(١) بعدها في (ف) زيادة: "وإنما"، ولا وجه يظهر لها.
(٢) في (ف): "ظهورًا ".
(٣) وهي قراءة ابن عامر وحمزة وأبي بكر. انظر: "التيسير" (ص: ١٣٩).
(٤) في (م): "السابقة".
(٥) وهي قراءة الكسائي. انظر: "التيسير" (ص: ١٣٩).
(٦) في (ف) و (م): "ليدبروا". والمثبت من (م) وهو الصواب. انظر: "تفسير القرطبي" (١٣/ ٣٢).