للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٦) - ﴿ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا﴾.

﴿ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ﴾؛ أي: الدَّولة والغَلَبة ﴿عَلَيْهِم﴾؛ أي: على الذين بُعِثوا عليكم.

﴿عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا﴾ ممَّا (١) كنتم.

والنَّفيرُ: مَن ينفرُ معَ الرَّجلِ، ولا يلزم أن يكون من قومه، وقيل: جمعُ نَفَرٍ، وهم المجتمعون لأمرٍ، ولا يلزم أن يكون للذَّهاب إلى العدوِّ.

* * *

(٧) - ﴿إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾.

﴿إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ﴾ لأنَّ جزاءَه لها.

﴿وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا﴾، أي: فالإساءة لها، واللام للاستحقاق كما في قوله تعالى: ﴿لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [الرعد: ٣٤].

ولا وجهَ للحمل على الاختصاص؛ لأنَّ نفعَ الإحسان وضررَ الإساءة قد يتعدَّيان إلى الغير، على ما دلَّ عليه الأخبار وشهد له الآثار، وأمَّا الازدواج فإنَّما يصارُ إليه عند تعذُّر المعنى الحقيقيِّ.

﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ﴾: وقتُ موعودِ المرَّة الآخرة، وجوابُ (إذا) محذوفٌ دلَّ عليه جواب الأولى، أي: بعثناهم، وإنَّما عطف بالفاء مع أنَّه مِنْ تفصيل المجمل


(١) في (ك) و (م): "كما".