للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي عبارة الفضل إشارة إلى أنَّه لا يجبُ على اللّه تعالى أن يرزقَ عبادَه، وإنَّما ذلك تفضُّلًا، ففيه رَدٌّ على المعتزلة.

﴿وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ﴾ تعليل لمحو آية اللَّيل؛ أي: تعلموا باختلاف الجديدين عددَ السِّنين وجنسَ الحساب، وما تحتاجون إليه منه، أو: الحسابَ المتعلِّق بالأوقات، على أنَّ (١) التَّعريف للعهد، بقرينة ﴿عَدَدَ السِّنِينَ﴾، أو بنقص نور القمر شيئًا فشيئًا؛ لأنَّ معرفة السَّنة القمريَّة المعتبَرة عند العرب بذلك.

﴿وَكُلَّ شَيْءٍ﴾ كلمة ﴿وَكُلَّ﴾ للتَّكثير والتَّفخيم، لا للتَّعميم والإحاطة، كما سبق إلى وَهمِ مَن قال: مما تفتقرون إليه في دينكم ودنياكم (٢).

﴿شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا﴾ بيَّنَّاه بيانًا كافيًا. والمقامُ مقامُ الامتنان بإتمام الإحسان، لا مقام الإلزام والإفحام (٣)، كما سبق إلى بعض الأفهام.

* * *

(١٣) - ﴿وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا﴾.

﴿وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ﴾ أرادَ بالطَّائر: حظَّه من الخير والشَّر، كأنَّه طير إليه من عشِّ الغيب ووكر (٤) القدر.

لما كانوا يتيمَّنون ويتشاءمون بسُنوح الطَّائر وبُروحه، استُعِيْرَ لِمَا هو (٥) سببُ الفرحِ والتَّرح مِنْ قدَرِ اللهِ تعالى.


(١) "أن" سقط من (ك).
(٢) المراد البيضاوي القائل: وَكُلَّ شَيْءٍ تفتقرون إليه في أمر الدين والدنيا.
(٣) في (ف) و (م): "والإقحام".
(٤) تحرفت في النسخ إلى: "وذكر"، والمثبت من "تفسير البيضاوي".
(٥) في (ف): "هي".