للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿فِي عُنُقِهِ﴾ خصَّ العُنُقَ بالإضافة إليه مِن بين سائر الأعضاء؛ لأنَّ فيه يكون الزائن من القلائد والأطواق، والشَّائن من الأغلال والأوهان، فاستُعِيْرَ لمحلِّ إلزام الخير والشَّرِّ.

﴿وَنُخْرِجُ لَهُ﴾ اللَّام للاختصاص ﴿يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ يعني: وقتَ الموت، فإنَّه القيامة الصُّغرى. قال : "مَن مات فقد قامَتْ قيامتُه" (١).

﴿كِتَابًا﴾: هيكلًا مصوَّرًا يصوِّر (٢) أعمالَه.

﴿يَلْقَاهُ مَنْشُورًا﴾ لظهور تلك الهيئات فيه بالفعل مفصَّلةً، لا منطويةً كما كانت قبلَ ذلك عندَ كونها فيه بالقوَّة، وهما صفتان للكتاب، أو الأوَّل صفة والثاني حال من مفعوله.

وقرئ: (يُلقَّاهُ) على البناء للمفعول (٣)، مِنْ لُقِّيتُه كذا.

* * *

(١٤) - ﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾.

﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ﴾ على إرادة القول، فيقرأُ قارئًا كان أو غيرَ قارئ؛ لأنَّ الأعمال


(١) أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (١١١٧) من حديث أنس . قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (٣٦٨٠) (٢/ ١٠١٣): (رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب الموت" بإسناد ضعيف). ورواه الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٤٦٨) موقوفًا من حديث المغيرة بن شعبة . وهذا القول نقله المؤلف عن الرازي في "تفسيره" (٢٠/ ٣١١)، وهو خلاف الظاهر.
(٢) في (م): "مصدرًا مصور"، وفي (ك): "مصدرًا بصور".
(٣) قرأ بها ابن عامر. انظر: "التيسير" (ص: ١٣٩).