للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا﴾: انصرافًا، أو: مكانًا ينصرفون إليه.

* * *

(٥٤) - ﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا﴾.

﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ﴾: من كلِّ نوعٍ من أنواع المعاني الغريبة. وتصريفُه: تنقيله في وجوه البيان على تمكين الأفهام.

﴿وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا﴾: أكثرَ الأشياء التي يتأتَّى منها الجدال.

والجَدْلُ (١): شدَّة الفَتْل من المذهب (٢) بطريقِ الحِجاجِ، ولا يلزم أن يكون بالباطل، ولذلك احتيجَ إلى التَّقييد به في قوله تعالى: ﴿وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ﴾ [الكهف: ٥٦].

وانتصابه على التَّمييز.

* * *

(٥٥) - ﴿وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا﴾.

﴿وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا﴾: من الإيمان (٣) ﴿إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى﴾: الرَّسولُ أو القرآن ﴿وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ﴾: ومن الاستغفار عن الذُّنوب.


(١) في (ك) و (م): "والجدال "، والصواب المثبت. انظر: "تهذيب اللغة" (١٠/ ٣٤٢)، و" المحرر الوجيز" (٣/ ١٦٦).
(٢) "من المذهب" من (م).
(٣) أي: وما منع الناس من أن يؤمنوا، فـ ﴿أَنْ﴾ مصدرية مقدر قبلها حرف الجر: من.