للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقرئ: (بمثله مدادًا) (١).

وسبب نزوله: أنَّ اليهود قالوا: في كتابكم: ﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [البقرة: ٢٦٩]، وتقرؤون: ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء: ٨٥]، فنزلَتْ. يعني أن ذلك خيرٌ كثيرٌ، ولكنَّه قطرةٌ من بحر كلمات الله تعالى (٢).

* * *

(١١٠) - ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾.

﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ﴾ في العجز عن الإحاطة عن كلماته (٣)، إلَّا أنِّي أفارقكم بنزول الوحي عليَّ، وبعضِ الإحاطة بسببه.

﴿يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ نبَّه على الوحدانيَّة؛ لأنَّهم كانوا كفارًا بقولهم: عزيرٌ ابن الله، ثمَّ حضَّ على ما فيه النجاة بقوله:

﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ﴾ الرَّجاء: توقُّع الخير في المستقبل، وهو الطَّمع أيضًا، لكنَّه يُستعمل في الأمور المحمودة.

وفرِّق بين الرَّجاء والاغترار: بأنَّ الرَّجاء يكون لمن مهَّد أسباب المرجوِّ، والاغترار لمن أخلَّ بها.


(١) نسبت لابن مسعود وابن عباس . انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص:٨٠).
(٢) انظر: "تفسير الثعلبي" (٤/ ١٦٢)، و"المحرر الوجيز" (٣/ ٥٤٦)، و"الكشاف" (٢/ ٧٥٠).
(٣) "عن كلماته" كذا في النسخ، ولعل الصواب: (بكلماته).