للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والمراد من لقاء الله تعالى: كرامتُه، وتقدير المضاف على أن يكون الكلام: (حُسْنَ لقاء ربِّه) لا يغني عن هذا التَّجوُّز، وهذا يغني عنه.

﴿فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا﴾ لائقًا لذلك الرَّجاء.

﴿وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ قال ابن جبير: لا يرائي في عمله، ولا يبتغي إلَّا وجهَ ربِّه خالصًا لا يخلط به غيره (١).

روي: أن جندب بن زهير قال لرسول الله : إنِّي أعمل العمل لله تعالى، فإذا اطَّلع عليه أحدٌ سرَّني؟ فقال: "إن الله لا يقبل ما شُوْرِكَ فيه" فنزلَتْ تصديقًا له (٢).

وعنه : "اتقوا الشِّركَ الأصغرَ" قالوا: وما الشِّركُ الأصغرُ؟ قال: "الرياء" (٣).


(١) انظر: "النكت والعيون" (٣/ ٣٥٠)، و"زاد المسير" (٥/ ٢٠٣).
(٢) قال الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (٢/ ٣١٣): (غريب، وذكره الواحدي في أسباب النزول عن ابن عباس . قلت: هو في "أسباب النزول" (ص: ٢٩٢).
ورواه بنحوه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (١٥٩١)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١١/ ٣٠٤)، من طريق محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، ومحمد بن مروان كذاب، والكلبي متروك، وأبو صالح لم يسمع من ابن عباس، والإسناد كما ترى.
(٣) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢٣٦٣٠) و (٢٣٦٣٦) من حديث محمود بن لبيد . ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٤٣٠١) من حديث محمود بن لبيد عن رافع بن خديج .
ورى نحوه البزار في "مسنده" (٣٤٨١)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٧١٦٠)، والحاكم في "المستدرك" (٧٩٣٧)، وصححه.