للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فإن قلتَ: ما تقول في قول الحسن: ﴿سَرِيًّا﴾: سيدًا (١)، من السَّرو، يعني عيسى ؟

قلتُ: ليس بقولٍ حسنٍ؛ لأنَّه مخالفٌ للتفسير المرفوع.

وفي المثل: إذا جاء نهرُ اللهِ بَطَلَ نهرُ مَعْقِل.

* * *

(٢٥) - ﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾.

﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ﴾ الهَزُّ: تحريكٌ مخصوصٌ تتبعه الحركتان المتدافعتان إلى الجانبَين المتقابلَين، وتعديته بـ (إلى) لتضمُّنه معنى الجذب، وفائدته: التوطئة لما قصد بقوله: ﴿عَلَيْكِ﴾، فإن الهَزَّ إذا لم يكن بالمدِّ لا يكون سقوط الثمر على الهازِّ (٢).

والباء في قوله: ﴿بِجِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ متعلِّق بالبطش الثابت اقتضاء.

﴿تُسَاقِطْ عَلَيْكِ﴾ في ﴿تُسَاقِطْ﴾ تسع قراءات (٣): ﴿تُسَاقِطْ﴾ بإدغام التاء، و: (تَتَساقَط) بالفكِّ، و: ﴿تُسَاقِطْ﴾ بطرح الثانية، و: ﴿تُسَاقِطْ﴾ بالياء وإدغام التاء، و:


(١) سقطت: "سيدا" من (م)، وسقطت "سريا" من النسخ عدا (م)، وسقط ما بعدها من (ف) و (ك).
(٢) في هامش (س) و (ف) و (م): "ولا يلزم أن تكون إحداهما إلى قدّام الهازّ والأخرى إلى مقابله، بل قد تكون إحداهما إلى يمينه والأخرى إلى شماله، فلا تلزم أن يكون بالجذب والدفع، كما توهَّمه القاضي. منه".
(٣) قرأ الجمهور بالقراءة الأولى، وحمزة بالثالثة، ويعقوب وشعبة - بخلف عنه - بالرابعة، وحفص بالخامسة. انظر: "التيسير" (ص: ١٤٨)، و"النشر" (٢/ ٣١٨)، وتنظر باقي القراءات في "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٨٤)، و"الكشاف" (٣/ ١٣)، وعنه نقل المؤلف كل ما ذكر من القراءات.