للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: هو بالفتح مصدر، وبالكسر اسمٌ للمنسيِّ المتروك، كالقَشر والقِشر.

* * *

(٢٤) - ﴿فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا﴾.

﴿فَنَادَاهَا﴾ كانت المناداة مخاطبةً لها، يعضده قراءةُ: (فخاطبها) (١).

﴿مِنْ تَحْتِهَا﴾ وهو جبريلُ ؛ لأنَّه كان في مكان أخفضَ عنها، أو كان هاهنا بمنزلة القابلة، أو: عيسى ؛ لأنَّه خاطبها مِن تحت ذيلها.

وقُرئ: ﴿مِنْ﴾ بالكسر (٢)، والفاعل مضمَر وهو عيسى أو جبريل ، على أن الهاء في ﴿تَحْتِهَا﴾ للنخلة.

﴿أَلَّا تَحْزَنِي﴾: أي لا تحزني، أو: بأن لا تحزني ﴿قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا﴾ جَدولًا، هكذا روي مرفوعًا (٣).

قال ابن عباس : كان ذلك نهرًا قد انقطع ماؤه، فأجراه الله تعالى لمريم (٤).

والنهر يُسمَّى سريًّا؛ لأن الماء يَسري فيه.


(١) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٨٧)، ونسبها لزرٍّ وعلقمة.
(٢) قرأ نافع وحمزة والكسائي وحفص بكسر الميم وخفض التاء، وباقي السبعة بفتح الميم ونصب التاء. انظر: "التيسير" (ص: ١٤٨).
(٣) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢/ ٦ - ٧)، والحاكم في "المستدرك" (٣٤١٣) وصححه، من قول البراء، وذكره البخاري في "الصحيح" قبل الحديث (٣٤٣٦) من قول البراء أيضًا، ورواه الطبراني في "الصغير" (٦٨٥) من حديث البراء مرفوعًا، وإسناده ضعيف.
(٤) انظر: "تفسير القرطبي" (١٣/ ٤٣٤)، ورواه الطبري في "التفسير" (١٥/ ٥٠٦ - ٥٠٧) بنحوه.