للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿مِنْ بَيْنِهِمْ﴾: من بين أصحاب عيسى ، أو: من بين قومه، أو: من بين الناس، وذلك أن النصارى اختلفوا في عيسى حين رُفعَ، ثم اتفقوا على أن يرجعوا إلى قول أربعة كانوا عندهم أعلمَ أهل زمانهم، وهم: يعقوب، ونسطور، وإسرائيل، وملكاء (١):

فقال يعقوب: هو الله هبط إلى الأرض ثم صعد إلى السماء.

وقال نسطور: كان ابنَ الله، أظهره ما شاء ثم رفعه إليه.

وقال إسرائيل: الله إله، وهو إله، وأمُّه إله، وهم الإسرائيلية ملوك النصارى.

وقال الرابع: كذبوا، كان عبدًا مخلوقًا نبيًّا.

فتبع كلَّ واحد منهم قومٌ.

﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾ من الأحزاب، إذ الواحد منهم على الحقِّ.

﴿مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾، أي: في شهودهم هول القيامة، على أن المراد من اليوم الواقعة.

* * *

(٣٨) - ﴿أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾.

﴿أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ﴾ الجمهور على أن لفظَه أمرٌ، ومعناه التعجُّب، والله تعالى لا يوصَف به، ولكن المراد أن أسماعهم وأبصارهم جدير بأن يُتعجَّب منها بعدما كانوا صُمًّا عميًا في الدنيا، و ﴿بِهِمْ﴾ مرفوع المحلِّ على الفاعلية، كـ: أكرم بزيد، معناه: كَرُم زيد جِدًّا.


= إلى تصحيح النقل فيه فانظره. انظر: "حاشية الشهاب" (٦/ ١٥٧).
(١) في (م): "وملكان".