للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والغرضُ مِنْ ذِكْرِ ماهيتها ومنافعها: أنَّها ليسَتْ إلَّا عصًى تنفع (١)، منافعها كسائر العيدان؛ ليكون جوابه مطابقًا لِمَا فهمه من فحوى كلام ربِّه، حتى إذا وجدها على خلاف حقيقتها وخواصِّها ممَّا ذُكِرَ من الأمور الخارقة للعادة، ظهرَ أنَّها معجزات باهرة، وآيات ظاهرة، خصَّه الله تعالى بها وأكرمه.

* * *

(١٩) - ﴿قَالَ أَلْقِهَا يَامُوسَى﴾.

﴿قَالَ أَلْقِهَا يَامُوسَى﴾ إنَّما أمره بإلقائها لأنَّه أضافها إلى نفسه بقوله: ﴿عَصَايَ﴾، فأراد أن يقطعها عنه، ويريَه الخارق بعد إخراجه من سلطانه وتدبيره؛ ليعلم أنَّه بمَحْضِ صنعِ اللهِ، لا دَخْلَ فيه لفعلِ العبدِ.

* * *

(٢٠) - ﴿فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى﴾.

﴿فَأَلْقَاهَا﴾ أي: طرحها (٢) على الأرض، وقد مَرَّ في سورة الأعراف بيان أصل الإلقاء.

﴿فَإِذَا هِيَ﴾؛ أي: صارت في الحال.

﴿حَيَّةٌ تَسْعَى﴾ الحيَّةُ: اسم جنس (٣) يقع على الصَّغير والكبير والذَّكر والأنثى.

والسَّعيُ: المشيُ بسرعةٍ وخفَّةِ حركةٍ.


(١) في (ك): "منتفع"، وفي (ف): "ينتفع". وفي "الكشاف" (٣/ ٥٧): لا تنفع إلا منافع بنات جنسها وكما تنفع العيدان.
(٢) في (س): "اطرحها".
(٣) في (ك) و (م) و (س): "الجنس".