للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقرئ: (يابسًا) (١). و: (يَبْسًا) بالسكون (٢)، وهو إمَّا تخفيفُ يَبَسٍ، أو وصفٌ على فَعْلٍ، كصَعْب وجَلْد، أو جمع يابس - كصاحب وصَحْب - وصف به الواحد مبالغةً، أو لتعدُّده معنًى، فإنَّه جَعَلَ لكلِّ سِبْطٍ منهم طريقًا.

﴿لَا تَخَافُ دَرَكًا﴾ حال من الضَّمير في ﴿فَاضْرِبْ﴾ أي: آمنًا مِن أنْ يدرككم العدو، أو صفة ثانية للطَّريق، والعائد محذوف؛ أي: لا تخاف فيه. والدَّرَكُ والدَّرْكُ اسمان من الإدراك.

وقرئ: ﴿لَا تَخَفْ﴾ (٣) على جواب الأمر.

﴿وَلَا تَخْشَى﴾ استئناف؛ أي: فأنت لا تخشى، بمعنى: ومن شأنك أنَّك لا تخشى، أو عطف عليه والألف فيه للإطلاق (٤)، كقوله: ﴿وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا﴾ [الأحزاب: ١٠]، أو حال بالواو، والمعنى: لا تخشى الغرق.

* * *

(٧٨) - ﴿فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ﴾.

﴿فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ﴾ ﴿فَأَتْبَعَهُمْ﴾ بمعنى: فاتَّبعهم، يرشدك إليه القراءةُ به (٥)؛ أي: فأدركهم مع جنوده؛ أي: كاد أن يلحقهم (٦).


(١) نسبت لأبي حيوة. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٨٨).
(٢) نسبت لأبي حيوة. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٨٨).
(٣) قرأ بها حمزة. انظر: "التيسير" (ص: ١٥٣).
(٤) قوله: "استئناف"؛ أي: على قراءة حمزة، وأما على قراءة غيره فهو معطوف، وقوله: "أو عطف عليه"؛ أي: على ﴿لَا تَخَفْ﴾ بقراءة حمزة أيضا، وقوله: "والألف فيه للإطلاق" يعني: أنه مجزوم بحذف آخره، وهذه ألف زائدة لوقوعه فاصلة. انظر: "حاشية الشهاب" (٦/ ٢١٨).
(٥) هي رواية عن أبي عمرو، والرواية المشهورة عنه مثل رواية الجماعة. انظر: "السبعة" (ص: ٤٢٢).
(٦) في هامش (س) و (ف): "قد مر التفصيل في تفسير سورة يونس. منه".