للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَمَا هَدَى﴾؛ أي: ما هداهم إلى الحقِّ، وكان ردًّا لقوله: ﴿وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ [غافر: ٢٩]، وليس هذا من باب التَّهكم.

* * *

(٨٠) - ﴿يَابَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى﴾.

﴿يَابَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ خطابٌ لهم بعد إنجائهم من البحر وإهلاك فرعون وقومه، على إضمار: (قلنا)، أو للذين كانوا في عهد رسول الله امتنانًا عليهم بما فُعِلَ بآبائهم.

﴿قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ﴾ فرعون ﴿وَوَاعَدْنَاكُمْ﴾ بإيتاء الكتاب ﴿جَانِبَ الطُّورِ﴾ وذلك أنَّه تعالى وعد موسى أن يأتي هذا المكان ويختار سبعينَ رجلًا يحضرون معه لنزول التَّوراة، وإنما نَسب إليهم المواعدة لأنها كانت لنبيِّهم ونقبائهم، وإليهم رجعَتْ منافعُها التي قام بها شرعُهم ودينُهم.

﴿الْأَيْمَنَ﴾ نصب لأنَّه صفة ﴿جَانِبَ﴾، وقرئ بالجرِّ (١)، لا على الجوار؛ لأنَّه شاذٌّ، بل على أنَّه نعت للطُّور؛ لِمَا فيه من اليُمن.

﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى﴾ فيه، وقلنا لكم:

(٨١) - ﴿كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى﴾.

﴿كُلُوا﴾ إذن لمطلَقِ التَّصرُّف، وتخصيص الأكل بالذِّكْرِ لشدَّة الحاجة إليه.

﴿مِنْ طَيِّبَاتِ﴾ حلالات أو لذائذ.


(١) انظر: "الكشاف" (٣/ ٧٩)، و"المحرر الوجيز" (٤/ ٥٦).