للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ﴾؛ أي: في أكله بالتَّعدي إلى ما لا يحلُّ أكلُه، والإخلالِ بشكره، أو بالتَّلهي والإسراف والبَطَر والمنع عن (١) المستحِقِّ.

﴿فَيَحِلَّ﴾ بالكسر بمعنى الوجوب، مِنْ حَلَّ الدَّين: إذا وجب أداؤه، وبالضَّم (٢) بمعنى النُّزول.

﴿عَلَيْكُمْ غَضَبِي﴾: عذابي وعقوبتي ولذلك وصف بالنزول صريحًا أو كناية.

﴿وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى﴾: سقطَ سقوطًا لا نهوضَ بعدَه؛ أي: هلك، وأصله: أن يسقط من جبل أو نحوه فيَهْلِكَ (٣).

وقيل: وقع في الهاوية.

* * *

(٨٢) - ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾.

﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ﴾ عن الكفر ﴿وَآمَنَ﴾ بما يجب التَّصديق به.

﴿وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾ ﴿ثُمَّ﴾ مستعار للتَّراخي الرُّتْبي؛ لأنَّ المراد بالاهتداء: الاستقامة والثَّبات على الهدى المذكور من التَّوبة والإيمان والعمل الصالح.

* * *

(٨٣) - ﴿وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَامُوسَى﴾.

﴿وَمَا أَعْجَلَكَ﴾ العَجَلةُ: طلبُ الشَّيء وتحرِّيه قبلَ أوانه، وهي من مقتضى


(١) في (م): "من".
(٢) أي: (فيَحُلَّ) بضم الحاء، قرأ بها الكسائي، وباقي السبعة بالكسر. انظر: "التيسير" (ص: ١٥٢).
(٣) في هامش (س) و (ف) و (م): "فيه إشارة إلى أن وجوب الغضب كناية عن نزول أثره. منه".