للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقرئ: (أضلُّهم) (١)؛ أي: أشدُّهم ضلالًا؛ لأنَّه كان ضالًّا مضلًّا.

(٨٦) - ﴿فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَاقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي﴾.

﴿فَرَجَعَ مُوسَى﴾ بعدما استوفى الأربعين، وأخذ التَّوراة ﴿إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ﴾ عليهم ﴿أَسِفًا﴾: حزينًا بما فعلوا.

﴿قَالَ يَاقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا﴾: وعدهم الله تعالى أن يعطيَهم التَّوراة التي فيها هدًى ونور، ولا وعدَ أحسنُ من ذلك.

﴿أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ﴾؛ أي: تأخَّر الموعود فطال عليكم الزَّمان؛ يعني: زمانَ مفارقته لهم.

﴿أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ﴾: يجبَ عليكم ﴿غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ﴾؛ أي: أردتُم أن تفعلوا فعلًا يستوجب الغضب.

﴿فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي﴾ وَعَدوه أن يقيموا على أمرِه وما تركهم عليه من الثَّبات على الإيمان، فأخلفوا موعدَه باتِّخاذ العجل.

* * *

(٨٧) - ﴿قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ﴾.

﴿قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا﴾: بأنْ مَلَكْنا أمرَنا؛ أي: لو مَلَكْنا (٢) أمرنا وخُلِّينا وراءنا لَمَا أَخْلَفناه، ولكن غُلِبنا من جهة السَّامري وكيده.

وقرئ: ﴿مَلكنا﴾ بالفتح وبالضَّم (٣)، والكلُّ في الأصل لغاتٌ مِنْ مَلَكْت الشَّيء.


(١) حكاه أبو معاذ. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٨٩).
(٢) زاد في (ف) و (ك): "على". والمثبت من (س) و (م)، وهو الموافق لما في "الكشاف" (٣/ ٨٢).
(٣) قرأ نافع وعاصم بفتح الميم، وحمزة والكسائي بضمِّها، والباقون بكسرها. انظر: "التيسير" (ص: ١٥٣).