للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ الزَّهرةُ: الزِّينةُ والبهجة.

وقرئ بفتح الهاء (١)، وهي لغة فيها، كالجَهَرة في الجَهْرة، أو جمع زاهر، كالجَهَرَة في جمع جاهر.

نصبٌ على الذَّمِّ، أو على الاختصاص؛ أي: أعني أو أخصُّ، أو على المفعول الثَّاني لِمَا دلَّ عليه ﴿مَتَّعْنَا﴾، أو على تضمينه معنى أعطينا.

وأمَّا نصبه على البدل من محلِّ الجار والمجرور؛ أي: ﴿بِهِ﴾، أو من ﴿أَزْوَاجًا﴾، على تقدير مضاف؛ أي: ذوي زهرة، فضعيفٌ؛ لأنَّه لا يُقال: مررت بزيد أخاك؛ ولأنَّ الإبدال من الضَّمير العائد إلى الموصول ونحوه ممَّا اختُلِفَ في جوازه.

وعلى قراءة الفتح نعتٌ على أنه جمع زاهر، وجاز أن يكون حالاً، والإضافة لفظيَّة؛ لأنَّ الأصل: زاهرين الحياة الدُّنيا، وصفٌ لهم بأنهم زاهروا الدُّنيا لتنعُّمهم وبَهاءِ زِيِّهم، بخلاف ما عليه المؤمنون الزُّهَّاد.

﴿لِنَفْتِنَهُمْ﴾: لنبلوَهم ونختبرَهم ﴿فِيهِ﴾ أو: لنعذِّبهم في الآخرة بسببه.

﴿وَرِزْقُ رَبِّكَ﴾: ما ادَّخر لك في الآخرة، أو ما (٢) رزقَكَ من الهدى.

﴿خَيْرٌ﴾ ممَّا متَّعناهم به في الدُّنيا ﴿وَأَبْقَى﴾ لأنَّه لا ينقطع أبداً.

* * *

(١٣٢) - ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾.

﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ﴾ أمرَه بأن يأمر أهلَ بيته أو التابعين له من أمَّته بالصَّلاة بعدَما أمره بها وبالصَّبر؛ ليتوافقوا في الاستعانة على خصاصتهم بها، لقوله تعالى:


(١) قرأ بها يعقوب من العشرة. انظر: "النشر" (٢/ ٣٢٢).
(٢) "ما" سقط من (ف).