للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾ [البقرة: ٤٥]، ولا تهتمُّوا بأمر الرِّزق والمعاش، ولا تلتفتوا لفتَ أربابِ الثَّروة والرِّياش.

﴿وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾: وداوم عليها.

﴿لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا﴾؛ أي: لا نكلِّفكَ أنْ ترزقَ نفسَكَ.

﴿نَحْنُ نَرْزُقُكَ﴾ ففرِّغ بالَك لأمرِ الآخرة؛ لأنَّ مَن كان في عمل الله كان الله في عمله.

والحكم في الموضعَيْن عامٌّ في صورة الخطاب الخاصِّ (١).

﴿وَالْعَاقِبَةُ﴾ المحمودة ﴿لِلتَّقْوَى﴾ مخصوصةٌ لها، ويلزم هذا أن تكونَ حُسْنُ العاقبة لأهلها خاصَّة، فلا حاجة إلى التَّقدير (٢).

* * *

(١٣٣) - ﴿وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى﴾.

﴿وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ﴾: هلَّا يأتينا محمَّد بآيةٍ دالَّةٍ على صحَّة نبوَّته بناءً على عادتهم في اقتراح الآيات وإنكار ما جاء به منها، وعدم الاعتداد بها تعنُّتاً وعناداً.

وتنكير (آيةٍ) يأبى عن حملها على آيةٍ معهودةٍ اقترحوها، فألزمهم بالقرآن الذي هو آخر المعجزات وأعظمها، حيث قال:


(١) في هامش (ف) و (س): "فلا حاجة في الأول إلى أن يقال: ولا أهلك، وفي الثاني: وإياهم، بل لا وجه له كما لا يخفى. منه".
(٢) في هامش (ف) و (س): "فيه ردٌّ لمن قال في تفسيره: التقوى لذوي التقوى، ولمن زعم أنَّ المعنى: إنَّ أحسن العاقبة لأهل التَّقوى، بحذف المضاف. صاحب المدارك".