للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٢١) - ﴿أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ﴾.

﴿أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً﴾ ﴿أَمِ﴾ هي المنقطعة بمعنى: (بل) والهمزة؛ للإضراب عمَّا قبلها، والإنكارِ لِمَا بعدَها، وهو اتِّخاذُ آلهةٍ أرضيَّة، وفي قوله:

﴿مِنَ الْأَرْضِ﴾ سواءٌ كانَ صفة للآلهة، أو متعلِّقاً بالفعل على معنى الابتداء، تجهيلٌ لهم واستركاك لقولهم، وقوله:

﴿هُمْ يُنْشِرُونَ﴾ تهكُّم بهم، ولومٌ لهم؛ فإنَّهم وإن كانوا لا يصرِّحون بذلك لكنَّه يلزمهم بادِّعاء الإلهيَّة لها، فإنَّ الإلهَ هو الذي يقدر على كلِّ ممكن، والإنشار من جملتها (١)، وهم يُنكِرون نسبةَ البعث وإنشار الموتى إلى الله تعالى القادرِ على كلِّ شيء، ويثبتون الإلهيَّة لأصنام نحتوها فلزمهم حصر الإنشار فيهم، فلذلك (٢) أورد ﴿هُمْ﴾ المفيدَ للحصر؛ مبالغةً في التَّجهيل والتَّوبيخ والتَّهكُّم بآلهتهم، وهو توبيخٌ في توبيخ.

* * *

(٢٢) - ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾.

﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ﴾: صفة لـ ﴿آلِهَةٌ﴾، بمعنى: غيرُ الله؛ لتعذُّر الاستثناء (٣)، فإنَّ ﴿آلِهَةٌ﴾ جمعٌ منكورٌ غيرُ محصور، لا يشمل الله حتى يُستثنى منه، ولدلالته على أنَّ الفساد إنَّما يلزم من وجود آلهة فيهما دونه، والمرادُ لزومُ الفسادِ من وجودِها مطلقاً سواءٌ (٤) كانت معه أولا.


(١) هنا نهاية السقط في (م).
(٢) في (م): "ولذلك".
(٣) في هامش (ف): "لَمَّا تعذَّر الاستثناء تعذَّر الرَّفع على البدل؛ لأنَّه مفرَّع عليه. منه".
(٤) "سواء" من (م).