للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٢٥) - ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾.

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ تعميمٌ بعدَ تخصيصٍ؛ لأنَّ ﴿وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي﴾ هو خبرٌ للمُشارِ إليه بـ ﴿هَذَا﴾، فلا يتناول إلَّا ذكر الموجودين بينَ أظهُرهم، وهو الكتب الثَّلاثة، والآية مقرِّرة لِمَا سبقها من آي التَّوحيد.

* * *

(٢٦) - ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ﴾.

﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا﴾ نزلَتْ في خزاعة حيث قالوا: الملائكة بناتُ اللهِ (٦).

﴿سُبْحَانَهُ﴾ تنزيهٌ له تعالى عن ذلك.

﴿بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ﴾ أضربَ عنه ثمَّ أثبت أنهم عباد، والعبوديَّة (٧) تنافي الولادةَ، لكنهم مكرَمون مقرَّبون، فمِن ذلك أخطؤوا وزلَّتْ أقدامُهم.

* * *

(٢٧) - ﴿لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾.

﴿لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ﴾: لا يقولون شيئاً حتى يقولَه، كما هو دَيْدَنُ العبيد المؤدَّبين، وأصله: لا يَسبق قولُهم قولَه، فنسبَ السَّبق إليه وإليهم، وجعلَ القولَ أداتَه ومحلَّه؛ تنبيهاً على استهجان السَّبق المعرَّض به للقائلين على الله تعالى ما لم يقله.


(٦) انظر: "تفسير الثعلبي" (٤/ ٢٣٦).
(٧) في (م): "والمعبودية".