للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: بالنَّظر؟، فإنَّ الفتقَ به عارضٌ مفتَقِرٌ إلى مؤثِّرٍ موجِبٍ بالذَّات ابتداءً أو بوسط (١).

وفيه أنَّ أصالة الرَّتق وعروضَ الفَتق ممَّا لا يستقلُّ في معرفته (٢) العقلُ.

﴿أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا﴾ إنَّما قال: ﴿كَانَتَا﴾ دون: كنَّ؛ لأنَّ المراد جماعة السَّماوات وجماعة الأرَضين.

﴿رَتْقًا﴾: ذاتَ رتقٍ، وهو الالتحام، أو: مرتوقتين؛ أي: كانتا شيئاً واحداً، وحقيقةً متَّحدةً.

وقرئ: (رَتَقاً) بفتح التَّاء (٣)، على تقدير: شيئاً رَتَقاً، فَعَلٌ بمعنى مفعولٍ، كالنّقَضِ (٤) والرَّفَض.

﴿فَفَتَقْنَاهُمَا﴾ بالتَّنويع والتَّمييز بالصُّوَر المختلفة.

﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾: وخلقنا من الماء كلَّ حيوانٍ؛ لأنَّه أعظم موادِّه، أو لفرط احتياجه إليه وامتناع وجوده وبقائه بدونه، أو صيَّرنا كلَّ شيء حيِّ بسببٍ من الماء.


= علماء أهل الكتاب الذين كانوا يخالطونهم ويقبلون أقوالهم .. أو بمطالعة الكتب السماوية"، ونحوه في "تفسير البيضاوي" (٤/ ٥٠).
(١) في (ف): "بوسيط"، والمثبت من باقي النسخ و"تفسير البيضاوي" (٤/ ٥٠).
(٢) في (ك): "معرفة".
(٣) نسبت لأبي حيوة. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٩١).
(٤) في (م): "كالنفض"، وهو تمثيل صحيح أيضاً، وهو بمعنى المرفوض، ومعناه: ما سقط من الورق والثمر.