للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بسببهم، فإذا قُرِنوا بهم ازداد غمُّهم وحسرتهم للِّقاء المؤذي، ولأنَّهم قدَّروا انتفاعهم في الآخرة بهم، وإذا وجدوا الأمر على عكس ما قدَّروا لم يكن شيءٌ بلا أبغضَ إليهم منهم، ومن هنا اتَّضح وجهُ خلودها في النَّار.

* * *

(١٠٠) - ﴿لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ﴾.

﴿لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ﴾: أنينٌ وتنفُّسٌ شديد، وفيه تجوُّزٌ من جهة نسبة فعل البعض إلى الكلِّ، وتغليبٌ من جهة إطلاقهم على مجموع العقلاء وغيرهم، ولا تأثير للتَّغليب في الأوَّل.

﴿وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ﴾ من الهولِ وشدَّة العذاب، وذلك بعد حين؛ لِمَا وردَ في بعض الآيات من مكالمتهم مع (١) خزنةَ النَّار.

* * *

(١٠١) - ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾.

﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى﴾: الخصلة الحسنى، وهي السَّعادة القصوى، أو البُشرى بالثَّواب، أو التَّوفيق للطَّاعة.

﴿أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾ بدخول الجنَّة، سبقت الغاية في البداية، فظهرت الولاية في النِّهاية.

وفي عبارة ﴿مُبْعَدُونَ﴾ إشارةٌ إلى أنَّهم يَرِدونها ويقربون منها أوَّلاً، ولمَّا كان ذلك مظنّةَ أن يتأذَّوا عنها عند ورودهم إيَّاها وقُربهم منها دفعَه بقوله:


(١) "مع" ليست في (ف).