للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَنُقِرُّ﴾: نُثبتُ ﴿فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ﴾ ثبوتَه ﴿إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾ وهو وقتُ الوَضْعِ، وعلم منه (١) حالُ قرينهِ المقابلِ له بطريق المفهوم.

﴿ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ﴾ منها ﴿طِفْلًا﴾ حالٌ وُحِّدَت لإرادة الجنس، أو لأنَّه مصدر في الأصل، أو على تأويل: كلّ واحدٍ.

وقرئ: (نُقِرَّ) بالنَّصب وكذا (نخرجَكُمْ) عطفاً على (نبيِّنَ) (٢).

والمعنى: إنَّا خلقناكم مدرَّجين لغرضَيْن؛ أحدهما: التَّبيين، والثَّاني: الإقرار في الأرحام حتى تُولَدوا وتنشؤوا وتبلغوا حَدَّ التَّكليف.

والغرضُ في الحقيقة هو الأخير؛ أعني: بلوغَ الأشُدِّ والصُّلوحَ للتَّكليف، لكن لَمَّا كان الإقرار وما تلاه من مقدِّماته صحَّ إدخاله في التَّعليل.

وقرئ بالياء رفعاً ونصباً (٣).

و: (نَقُرُّ) بالضَّم (٤)، من قررْتُ الماء: إذا صَبَبْتَه.

﴿ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ﴾ الأَشُدُّ: كمالُ القوَّةِ والعقلِ والتَّمييزِ، وهو من ألفاظ الجموع التي لم يُستَعمل لها واحدٌ، وكأنَّها شدَّةٌ في غير شيءٍ واحدٍ، فبُنِيَتْ لذلك على لفظ الجمع.


(١) في (ف): "به"، وسقط من (س).
(٢) نسبت لعاصم ويعقوب. انظر: "المحرر الوجيز" (٤/ ١٠٨)، و"البحر المحيط" (١٥/ ٣١٣). والمشهور عن عاصم ويعقوب كقراءة الجماعة. وهي في "الكشاف" (٣/ ١٤٤) دون نسبة، وعنه نقل المؤلف هذه القراءات.
(٣) انظر: "الكشاف" (٣/ ١٤٤)، و"المحرر الوجيز" (٤/ ١٠٨)، و"البحر المحيط" (١٥/ ٣١٣).
(٤) نسبت ليعقوب. انظر: "الكشاف" (٣/ ١٤٤)، و"المحرر الوجيز" (٤/ ١٠٨).