للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿هُوَ﴾؛ أي: الله تعالى ﴿سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ﴾ من قبلِ القرآن في الكتب المتقدِّمة.

﴿وَفِي هَذَا﴾؛ أي: في القرآن.

وقيل: الضَّمير لإبراهيم ، وهو وإنْ لم يسمِّهم فيه المسلمين، لكن سُمُّوا به بسبب تسميته إياهم (١) مسلمين من قبلُ في قوله: ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ﴾ [البقرة: ١٢٨].

وقولُه: ﴿وَفِي هَذَا﴾ تقديره: وفي هذا بيانُ تسميته إيَّاكم مسلمين.

ويشهد للأوَّل قراءة أُبيٍّ : (اللهُ سمَّاكم) (٢)؛ أي: هو خصَّكم بالاجتباء وسمَّاكم بهذا الاسم الأكرم.

﴿لِيَكُونَ الرَّسُولُ﴾ يومَ القيامة، متعلِّق بـ ﴿سَمَّاكُمُ﴾، أو بـ ﴿اجْتَبَاكُمْ﴾.

﴿شَهِيدًا عَلَيْكُمْ﴾ بأنَّه بلَّغكم، أو بعصيانِ مَن عصى وطاعةِ مَن أطاع.

﴿وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾ بأنَّ الرُّسلَ قد بلَّغَتْهم.

﴿فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾؛ أي: وإذ قد خصَّكم بهذه الكرامة والشَّرف فاعبدوه وتوبوا إليه بأنواع الطَّاعات.

﴿وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ﴾ وثقوا به في مجامعِ أمورِكم.

﴿هُوَ مَوْلَاكُمْ﴾ فلا تطلبوا النَّصرَ والولايةَ إلَّا منه.

﴿فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾ حيث لا يمنعُكم رزقَكم بعصيانِكم، ويعينكم على جلب المسارِّ ويدفَعُ عنكم المضارَّ.


(١) في (ك) و (م): "تسمية أبيهم ".
(٢) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٩٦)، و"الكشاف" (٣/ ١٧٣).