للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

على أخيه، ولا مؤمنةٌ على أختها، قولَ عائبٍ (١) ولا طاعنٍ، و [هذا] (٢) من الأدب الحَسَن قَلَّ القائمُ به.

وإنما جاز الفَضل بين (لولا) وفعلِه بالظرف؛ لأنَّه منزَّل منزلته من حيث إنَّه لا ينفكُّ عنه، ولذلك يُتَّسع فيه ما لا يُتَّسع في غيره، وذلك للاهتمام بالظرف والإيذانِ بأن لا يخلو في أوَّل وقتِ السماع بالإتيانِ بالمحضَّض (٣) عليه.

﴿وَقَالُوا﴾ كما يقول المستيقنُ المُطَّلع على حقيقة الحال، قُرن بالظنِّ التصريحُ بالقول؛ ليفيد أنَّ اللائقَ بالمؤمن أن يَبنيَ قولَه على ظنِّ الخيرِ في أوَّل وقت السماع.

﴿هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ﴾: كذبٌ ظاهرٌ.

* * *

(١٣) - ﴿لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾.

﴿لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ﴾ هلَّا جاؤوا على القذف لو كانوا صادقين بأربعة شهداء.

﴿فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ﴾ الأربعة ﴿فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ﴾؛ أي: في حكمه وشريعته، وفي عبارة ﴿عِنْدَ﴾ تعظيمٌ لِمَا في أحكام الشرع من العمل بالظاهر.


(١) في (ف): "فعل غائبة"، وفي (ك): "فعل عائبة".
(٢) ما بين معكوفتين زيادة يقتضيها السياق. انظر: "الكشاف" (٣/ ٥٣)، و"البحر المحيط" (١٦/ ٣٩ - ٤٠).
(٣) في (ع): "بالمخصص"، وفي (ك): "بالمحضوض".