للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ﴾ بما يَأمر وَينهى ﴿حَكِيمٌ﴾ فيه.

* * *

(١٩) - ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.

﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ﴾: يُؤثِرون ﴿أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ﴾: أن تنتشرَ الفاحشة؛ أي: ما قَبُحَ جدًّا، والمعنى: يحبُّون شيوعها ويُشيعونها؛ لأنَّ عذاب الدنيا لا يكون إلَّا بعد إشاعتها، وليس هذا من قَبيل الكناية ولا من قبيل المجاز المرسل؛ لأن كلًّا من معنى المحبَّة والإشاعةِ مقصودٌ، بل من قَبيل الاكتفاء عن ذِكْر الشيء بذكر ما يقتضيه (١)؛ تنبيهًا على القوَّة في المقتضي.

ويجوز أن يكون المعنى: أتُشيعون الفاحشةَ محبِّين شيوعها، على التضمين.

﴿فِي الَّذِينَ آمَنُوا﴾: في حقِّ المؤمنين (٢)، وهم المقذوفون منهم، أو فيما بين المؤمنين.

﴿لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا﴾ بالحدِّ ﴿وَالْآخِرَةِ﴾ بالنار.

﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ﴾ بواطنَ الأمور وسرائرَ الصدور ﴿وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ فعاقِبوا في الدنيا على ما دلَّ عليه الظاهر، واللّهُ يعاقِبُ على السرائر من حبِّ الإشاعةُ وغيرِه إن لم يتوبوا عنها.

* * *

(٢٠) - ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾.


(١) في (ف) و (ك): "بذكر نقيضه".
(٢) في (ف): "المبين".